وراء كل ابتكار فكرة ولكل فكرة قصة، والتى تختلف من ابتكار لآخر، ومنها تفاصيل غريبة مرّ بها المنطاد الهوائى، الذى يستخدم الآن فى رحلات ترفيهية فى الهواء الطلق، وكونك تحلق داخل بالون من القماش ممدود بالهواء وتحركه الرياح، تجربة لها تاريخ.
ابتكر الأخوان المخترعان الفرنسيان “جوزيف وجاكوس مونغولفييه” المنطاد الهوائى، حيث بدأت الفكرة عند جوزيف، عندما لاحظ أن غسيل الملابس المنشورة فوق النار قد تشكلت به جيوباً مليئة بالهواء الساخن أخذت تتصاعد إلى أعلى.
وذكر جوزيف بعد بضع سنوات لاحقة السبب، الذى جعله يبدأ فى تصميم هذا الاختراع حيث قال: “فى إحدى الأمسيات كنت أشاهد إطلاق النار وقد كان السبب أحد القضايا العسكرية فى ذلك اليوم، ففكّرت فى إمكانية أن يكون الهواء هجوماً جوياً، وذلك برفع القوة التى هى بنفس قوة رفع الجمر فى النار”.
فيما أعرب جوزيف عن اعتقاده بأن الغاز الصاعد من النار هو غاز ذو خاصية مميزة، وقد سمّاه باسم ” غازمونغولفييه” الذى لديه خاصية كونه غازا خفيف الوزن.
وأرسل جوزيف رسالة إلى شقيقه ليصنع له بالوناً من الورق قائلاً له فى رسالته: “بسرعة قم بالحصول على الإمدادات اللازمة لبناء بالون من قماش التفتة مع الحبال المستخدمة فى السفن وسوف ترى بعدها شيئاً من أكثر المشاهد إثارة للدهشة فى العالم”.
فقام الأخوان ببناء البالون، وقطع المنطاد مسافة 1.2 ميل وذلك خلال أول تجربه تحليق له، وقد كانت قوة الرفع كبيرة لدرجة أنهما فقدا السيطرة عليه.
وطور الأخوان ابتكارهما، وكانت أول رحلة ناجحة فى 4 يونيو 1783، وكان الركاب من الحيوانات، وعادوا جميعا آمنين، وذلك بعد أن رفض مبتكريها أن يتم تجربتها على المساجين كما كان ينوى الملك لويس السادس عشر.
ولم يجرب مبتكرا البالون ابتكارهما بنفسهما أبدا، ولم يخرج أيا منهما فى رحلة به، إلا أن جوزيف صعد فيه مرة واحدة وهو مربوط بالأرض.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق